البحث العلمي

الجوائز العلمية الوهمية | خدعة جديدة للباحثين

“تهانينا، لقد فازت ورقتك البحثية في مسابقة علمية” 

بالطبع يطمح كل باحث علمي في تلقي رسالة مثل هذه، ولكن هل بالضرورة تكون تلك الرسالة حقيقة؟ 

دعنا نخبرك أن الإجابة لا،  إذ انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الجوائز العلمية الوهمية التي تعرض العلم والبحث العلمي للخطر، وتؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات العلمية، وعدم اعتمادها في منح الجوائز.

ومن ثم، حرصنا في هذا المقال على إلقاء الضوء على تلك الظاهرة، مع عرض كيفية عمل المؤسسات الاحتيالية التي تمنح هذه الجوائز، وذكر أمثلة على بعض الجوائز الوهمية التي تم الكشف عنها في السنوات الأخيرة. 

تابع معنا. 

ما هي الجوائز العلمية الوهمية؟

تمثل الجوائز العلمية الوهمية مشكلة كبيرة في المجتمع العلمي، إذ تعد نوعًا من الاحتيال الذي يستهدف الباحثين والمؤسسات العلمية، وذلك من خلال استغلال طموحات الباحثين وآمالهم في الحصول على جوائز علمية مهمة ومرموقة؛ بهدف تحقيق أرباح مادية ضخمة.

عادةً ما يتم تبرير هذه المبالغ المالية بأسباب مختلفة، مثل:

  • تكاليف الإجراءات الإدارية
  • تكاليف التأمين والضمان على الجائزة المزعومة
  • الإعلانات والحملات الدعائية للمؤسسة الوهمية

وهذا ما يشكل وسيلة فعالة لجمع المال وإيهام الضحية بأنه يتم دفع هذه المبالغ من أجل تحقيق جائزة كبيرة وحقيقية.

تستخدم المؤسسات الاحتيالية تكتيكات متعددة لإغراء الباحثين، فتعلن عن الجوائز الوهمية عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني، وتروج لها بطرق مبتذلة وجذابة تجعل الباحثين يشعرون بالإثارة والحماس، للمشاركة والحصول على هذه الجوائز العلمية المزيفة.

وعلى الرغم من أن الكثير من هذه الجوائز الوهمية لا تكون ذات أهمية علمية حقيقية، إلا أن بعض الباحثين يقعون في فخ الاحتيال! 

وتبعًا لما ذكره موقع EV Science consultant نجد أنه من أمثلة الجوائز العلمية الوهمية التي تم الكشف عنها في السنوات الأخيرة: 

  • الجمعية الدولية للمواد المتقدمة (IAAM)
  • مؤسسة VDGOOD
  • المؤسسة الآسيوية للبحوث البيولوجية (ABRF)
  • الجمعية الدولية للشبكات العلمية – ISSN
  • مؤسسة فينوس الدولية

تؤثر هذه الجوائز على سمعة المؤسسات العلمية والمجتمع العلمي بشكل عام، وتؤدي إلى فقدان الثقة في الجوائز الحقيقية التي تمنحها المؤسسات الموثوقة، ولذلك فإن الباحثين والمؤسسات العلمية يجب أن يكونوا حذرين، ويتأكدوا من صحة ومصداقية المؤسسات التي تمنح هذه الجوائز.

كيف تعمل المؤسسات الاحتيالية التي تمنح الجوائز الوهمية؟

تتباين أساليب المؤسسات الاحتيالية في تحقيق هذا الهدف، ومن بين هذه الأساليب:

الترويج للجائزة بشكل مبالغ فيه

تعرض المؤسسة الاحتيالية الجائزة كأنها أعلى وأهم جائزة علمية، وتزيد من قيمتها عن الحقيقة، مما يجعل الباحث متحمسًا لخوض تلك التجربة في سبيل الحصول على الجائزة. 

توجيه الدعوة لتقديم الطلبات بشكل واسع

بعد تحديد الضحية، يتم استهدافها بالإعلان عن الجائزة الوهمية، والتي تتطلب من المرشح دفع مبالغ مالية كبيرة كرسوم ترشح أو إدارية لتلقي الجائزة، وبالتالي يتم جمع أموال المرشحين وتحويلها إلى حسابات المحتالين.

تتوجه تلك المؤسسات إلى إرسال رسائل إلكترونية أو إجراء اتصالات هاتفية مزيفة لإعلام المتقدمين بأنهم فازوا بالجائزة، وتطلب منهم دفع مبالغ مالية لتغطية تكاليف الجائزة.

توفير موقع ويب احتيالي

تبذل تلك المؤسسات أقصى ما بوسعها لتبدو حقيقة، لذا تنشئ موقع ويب يحاكي مواقع الجوائز العلمية الحقيقية، مع توفير الإجراءات اللازمة لتقديم الطلبات والمعلومات اللازمة.

عدم توفير معلومات كافية عن المؤسسة

تقدم المؤسسات صاحبة ظاهرة الجوائز العلمية الوهمية معلومات محدودة سواء عن نفسها أو عن الجائزة، وذلك لتجنب الكشف عن هويتها الحقيقية.

بالإضافة إلى ذلك، تُزور بعض المؤسسات الاحتيالية شهادات وشواهد الفوز وتفاصيل الجائزة، وتكتب أسماء وجامعات ومؤسسات غير موجودة، ويصعب التحقق منها، وهنا يأخذ بعض الباحثون خطوات الاشتراك في مثل هذه الجوائز. 

عواقب الوقوع في فخ الجوائز الوهمية

من الممكن أن تتسبب الجوائز العلمية الوهمية في الكثير من الأضرار والعواقب السلبية على الباحثين والعلماء. فعلى سبيل المثال لا الحصر:

1- خسارة الأموال

الحصول على جائزة علمية أمر مغري، لكن الجوائز الوهمية تطوي بداخلها الكثير من الخسائر، فالوقوع في فخ الجوائز الوهمية يعني فقدان الكثير من المال. إذ يتم جمع أموال المتقدمين عبر رسوم الاشتراك في الجائزة الوهمية كما ذكرنا.

2- فقدان الوقت

قد يستغرق البحث والتقدم لجوائز علمية وهمية الكثير من الوقت والجهد، وهذا يؤدي إلى تأخير التقدم في البحث عن جوائز حقيقية، والحصول عليها.

3- تعريض البيانات الشخصية للخطر

قد يتطلب التقدم لجوائز علمية وهمية تقديم البيانات الشخصية والمالية، ويمكن أن يتعرض هذا النوع من البيانات للسرقة أو الاستخدام السيء.

باختصار، الوقوع في فخ الجوائز العلمية الوهمية يعد أمرًا كارثيًا للباحثين، إذ يؤدي إلى خسارة الوقت، والجهد، والمال. لذلك، وجب على الباحثين معرفة كيفية التعرف على المؤسسات المروجة لتلك الجوائز.

اقرأ أيضًا: المجلات العلمية الوهمية | احظر الوقوع في ذلك الفخ

نصائح للباحثين للتعرف على المؤسسات الاحتيالية التي تمنح الجوائز الوهمية

تفادي الوقوع في فخ المؤسسات الاحتيالية التي تمنح الجوائز الوهمية هو أمر مهم للباحثين والعلماء. ولتحقيق ذلك، نقدم لك 7 نصائح مهمة، وهي:

1- البحث عن معلومات حول المؤسسة

يجب البحث عن معلومات موثوقة حول المؤسسة التي تقدم الجائزة، للتمكن من معرفة إذا ما كانت مؤسسة احتيالية أم لا، ومن أبرز المعلومات التي ينبغي البحث عنها:

  • موقعها الرسمي
  • تاريخ تأسيسها
  • مكان تسجيلها
  • خلفيتها
  • تاريخ الجوائز السابقة التي منحتها
  • الآراء والتقييمات للمؤسسة

يجب أيضًا التأكد من صحة عنوان الموقع الإلكتروني، والتحقق من وجود شهادة SSL، وعنوان URL الخاص بها، وفحص الروابط الموجودة على الموقع الإلكتروني للتأكد من وجود صلة بين الموقع والمؤسسة المعلنة عن الجائزة.

2- البحث عن معلومات حول أعضاء لجنة التحكيم 

يجب البحث عن معلومات حول أعضاء لجنة التحكيم، وخبرتهم العلمية، حتى تكون على دراية بمدى مصداقية المؤسسة المقدمة للجائزة. 

3– البحث عن معلومات حول الرعاة والشركاء 

لا بد للباحث أيضًا من التحقق من مصداقية الرعاة والشركاء المعلن عنهم على الموقع الإلكتروني، والتأكد من مصداقيتهم، لتجنب الوقوع في فخ الجوائز العلمية الوهمية

4- التحقق من شروط التقديم 

يجب قراءة شروط التقديم بعناية والتأكد من وضوح كافة التفاصيل حول الجائزة وشروط المشاركة، والامتناع عن المشاركة في حالة غموض تلك الشروط، فالمؤسسات الرسمية عادة ما توضح شروطها بشكل مفصل.

5- التحقق من طريقة الكتابة واللغة 

يجب التحقق من النصوص الموجودة على موقع المؤسسة بعناية، وتحليل الأسلوب المستخدم في الكتابة، ومقارنته مع الجوائز الحقيقية، للتأكد من تطابقهما.

6- الحذر من المؤسسات ذات الأسماء المشابهة

قد يتم استخدام اسم مشابه لمؤسسة علمية موثوق بها لخداع الباحثين، لذلك ينبغي التحقق بعناية من الاسم والموقع والعناوين والتفاصيل الأخرى.

7- استشر الزملاء

تحدث مع الأفراد الموثوق بهم والذين لديهم الخبرة الكافية في مجال الأبحاث العلمية، واطلب المساعدة في تحليل المؤسسة والتأكد من صحة الجائزة.

الخاتمة

تشكل الجوائز العلمية الوهمية تهديدًا كبيرًا للباحثين، وللعلوم بشكل عام. وبينما يتمتع بعض الباحثين بالخبرة والحذر الكافي للتعامل مع هذه المؤسسات الوهمية بحذر واحتياط، فإن الآخرين يقعون ضحية لهذه الأنواع من الاحتيال.

لذا من الضروري أن تكون حذرًا عند التعامل مع أي مؤسسة تقدم جوائزًا علمية، وأن تسعى جاهدًا لمعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بها لتتجنب الوقوع في فخ الجوائز الوهمية.

وأخيرًا، إذا كانت لديك أية أسئلة بخصوص هذا الموضوع فلا تتردد في ترك سؤالك في تعليق. 

المصادر

Predatory Awards: The New Threat in the Block

Before you fall prey to a predatory academic award

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. أعزائي الباحثين… أصبح بإمكانكم الحصول على كافة الخدمات المتعلقة في البحث العلمي في جميع المجالات،
    بالاستعانة بنخبة من الكوادر الأكاديمية والالتزام بأعلى معايير الجودة والمهنية مع ضمان إتقان العمل وخلوه من السرقة الأدبية.

    ‏ثقتكم هي أساس استمراريتنا، لا تتردد في التواصل معنا

    للطلب والاستفسار – واتساب
    https://linktr.ee/albayanres101

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights