البحث العلمي

ما هي أهداف البحث العلمي؟

سبق وقد تحدثنا عن تعريف البحث العلمي، فدعونا نتعرف الآن على أهداف البحث العلمي؛ فمعرفتك بالأهداف الأساسية للبحث العلمي سيساعدك على السير بطريقة منظمة ومنهجية، ويصرف عنك التشتت، والتخبط، الذي طالما يعاني منه طلاب البحث العلمي في بداية طريقهم؛ تنقسم أهداف البحث العلمي إلى ثلاثة مراحل: مرحلة الملاحظة والوصف، ومرحلة التوقع، ومرحلة الفهم والتفسير.

مرحلة الملاحظة والوصف – Observation and Description

تبدأ هذه المرحلة بملاحظة ظاهرة معينة، ثم يبدأ الباحث في وصف هذه الظاهرة حسب ما يبدو له، مثال: لاحظ الباحث أن مرضى فيروس كورونا بالدول ذات الحرارة المنخفضة يعانون من أعراض خطيرة مقارنة بالدول ذات الحرارة المرتفعة (هذه مجرد ملاحظة).

ثم يبدأ الباحث في وصف هذه الظاهرة؛ من حيث وصف الدول التي لديها انخفاض في درجات الحرارة، مع وصف الأعراض التي تُصيب المرضى في هذه الدول، وكذلك وصف الدول التي لديها ارتفاع في درجات الحرارة، مع وصف أعراض المرضى في هذه الدول. ولكنك تشعر وكأن هناك نبرة من تعميم في المثال السابق، أليس كذلك؟

في الواقع، إنه ليس بتعميم، ولكنه مجرد وصف للحالة السائدة، وبالتأكيد هناك حالات أخرى لا ينطبق عليها هذا الوصف؛ فقد يلاحظ الباحث أيضاً وجود حالات تعاني من أعراض بسيطة لفيروس كورونا في الدول ذات الحرارة المنخفضة، وعلى النقيض، في الدول ذات الحرارة المرتفعة، ولكنة ليس بالشيء السائد.

مرحلة التوقع – Prediction

 

بعد مرحلة الملاحظة والوصف، يتوقع الباحث وجود علاقة بين المتغيّرين السابق ملاحظتهم. وهنا، تنشأ الفرضية لدى الباحث، وقد سبق وتحدثنا عن شروط الفرضية في المقال السابق، مثال: يفترض الباحث وجود علاقة بين درجات الحرارة المنخفضة وخطورة الأعراض لمرضى كوفيد-19.

مرحلة الفهم  والتفسير –  Explanation and Understanding

تعتبر مرحلة تفسير الظاهرة التي لاحظها الباحث من أهم أهداف البحث العلمي، ففي هذه الخطوة يحاول الباحث تفسير هذه الظاهرة، ولا يحدث ذلك إلا بعد معرفة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذه الظاهرة؛ ولكن هناك شروط يجب أن تتحقق كي يتمكن الباحث من تفسير تلك الظاهرة:

  • يجب أن يتأكد الباحث أن هناك علاقة حقيقية بين المتغيّرين، فقد تكون ملاحظته على سبيل الصدفة؛ فليست كل ملاحظة تصلح لتكوين فرضية وتحتمل التفسير.
  • يجب أن يكون هناك ترتيب منطقي لحدوث هذه الظاهرة، وهو ما يعرف باسم الأسبقية الزمنية؛ فمن الطبيعي أن يسبق السبب – في حدوث تلك الظاهرة – مرحلة ظهورها وليس العكس، مثال: الارتفاع أو الانخفاض في درجات الحرارة (السبب) يجب أن يسبق مرحلة ظهور الأعراض الخطيرة أو البسيطة لدى مرضى كوفيد-19.
  • يجب على الباحث التخلص من أي مؤثرات أخرى قد تكون سبب في حدوث تلك الظاهرة سوى السبب الرئيسي الذي افترضه الباحث، مثال:

قد تؤثر عوامل أخرى على زيادة حدة الأعراض لدى مرضى كوفيد-19 في الدول ذات الحرارة المنخفضة، مثل: وجود نوع أكثر شراسة لفيروس كورونا في هذه الدول – Different strain of SAR-CoV-2.

وبعد أن يتأكد الباحث من تحقيق هذه الشروط، يبدأ في تفسير تلك الظاهرة، ويتسائل لماذا حدثت هذه الظاهرة؟ وكيف حدثت؟

لا يستطيع الباحث الإجابة عن هذه التساؤلات إلا بعد الاطلاع على ما وصل إليه الباحثون السابقون في هذا المجال، فقد يتصفح الباحث مئات الأبحاث السابقة حتى يستطيع تفسير تلك الظاهرة، تفسير منطقي، مبني على حقائق وأدلة.

وينبغي على الباحث ذكر نتائج الأبحاث السابقة بشفافية وحيادية حتى لو كانت تناقض نظريته؛ حتى يصل لنتيجة سليمة ودقيقة تثري البحث العلمي.

وأخيراً، يجب أن تعلم أن فرضيتك قد تحتمل الصواب أو الخطأ، ومهما كانت النتيجة التي توصلت إليها، فهي ستساهم في إثراء المحتوى العلمي وسوف تفسح المجال لعلماء آخرين ليصلوا إلى نتائج أكثر تفصيلاً ودقة.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights