البحث العلمي

الفرق بين رسائل الماجستير والدكتوراه وأهم الأخطاء الشائعة فيهما

الحصول على الدرجات العلمية المرموقة بإجراء رسائل الماجستير والدكتوراه وغيرهما بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية هو هدف العديد من الطلاب؛ إذ يتيح لهم ذلك اكتساب الخبرة في تخصص معين مما يساعدهم على النجاح في الوظائف المتعلقة بهذا التخصص، والحصول على عائد مادي أكبر.

تختلف دراسة الماجستير عن دراسة الدكتوراه في العديد من النقاط مثل مدى صعوبة الدراسة والمدة التي تستغرقها للحصول على الدرجة العلمية وغيرهما.

في هذا المقال سنتعرف بالتفصيل على أهم الفروقات بين رسائل الماجستير والدكتوراه، وبعض الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الباحثين أثناء الدراسة.

ما هو الماجستير والدكتوراه

الدراسات العليا كدراسة الماجستير والدكتوراه هي الدراسات التي يتم إجراؤها بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية؛ للتوسع في دراسة المجال وللحصول على مكانة مرموقة في المجتمع.

من المفترض أن يكون هناك توعية بالفرق بين رسائل الماجستير والدكتوراه أثناء الدراسة الجامعية؛ حتى يكون الطالب على دراية كافية بما هو مقدم عليه، ويبدأ في الاستعداد لتلك الدراسات، لكن ذلك غالبًا لا يحدث في الجامعات.

دعني أخبرك أن الماجستير هو درجة علمية تسبق درجة الدكتوراه، وتعد بمثابة اختبار يبرز للطالب مهاراته في البحث العلمي، ويوضح مدى استعداده للخوض في دراسة الدكتوراه، وذلك تحت إشراف متخصصين.

أما درجة الدكتوراه فهي أعلى الدرجات العلمية التي يمكن أن يحصل عليها الباحث في مجال دراسته، وتعتمد على العديد من المراجع.

يتمكن الحاصل على درجة الدكتوراه على التدريس في الجامعات بعد قيامه بإجراء وتسجيل الأبحاث العلمية، ويكون مؤهل أيضًا للإشراف على رسائل الطلبة في الماجستير.

توجد اختلافات عدة بين رسائل الماجستير والدكتوراه بوجه عام، دعنا نتعرف على تلك الاختلافات بالتفصيل.

الفرق بين رسائل الماجستير والدكتوراه

قد يبدو للبعض من الوهلة الأولى أن الفرق بين رسائل الماجستير والدكتوراه شيء بديهي يعرفه القاصي والداني، لكننا نجد أن هناك العديد من التفاصيل التي تخفى عن البعض بخصوص الفرق بين الدراستين.

من أبرز الاختلافات بين رسائل الماجستير والدكتوراه نجد:

مدى صعوبة الدراسة

من المتعارف عليه أن الدراسات العليا تكون أصعب بعض الشيء من دراسة البكالوريوس والليسانس، وعند الحديث عن رسائل الماجستير والدكتوراه نجد أن دراسة الماجستير تكون أكثر سهولة من الدكتوراه.

يعد الماجستير مقياس مصغر يوضح موهبة الطالب في البحث العلمي، وهل هو على استعداد لاستكمال البحث والدراسة فيما بعد أم أن مهاراته لا تسمح بإجراء ذلك.

تقوم دراسة الماجستير على إجراء التجارب تحت إشراف متخصصين في المجال، وبعد الانتهاء من تلك الدراسة يكون الطالب مؤهلًا لاستكمال دراسته والحصول على الدكتوراه.

أما الدكتوراه فهي أعلى الدرجات التي يمكن أن يحصل عليها وبالتالي من الطبيعي أن تكون دراستها أصعب.

من ثم لا بد وأن يستوعب الطالب ذلك قبل الخوض في الدراسة، ويدرك أنه بالطبع سيواجه بعض الصعوبات أثناء دراسته، فيجب أن يتحلى بالصبر ويختار المجال الذي يجد فيه شغفه حتى لا يمل أثناء البحث والدراسة.

مدة إجراء الدراسة العلمية

تختلف مدة دراسة الماجستير من كلية إلى أخرى، ونجد أن دراسة الماجستير غالبًا ما تتراوح مدة دراستها بين 1-3 سنوات، وأثناء تلك الفترة يكون هناك تدريب على تجارب في البحث العلمي في وجود مشرفين متخصصين كما ذكرنا.

أما دراسة الدكتوراه فتكون أكثر تعمقًا من الماجستير، وبالتالي نجد أن الدراسة قد تصل إلى 5 سنوات، وتكون تلك الفترة مليئة بالبحث والدراسة.

عدد صفحات الدراسة

تتكون رسالة الماجستير من عدد صفحات أقل من رسالة الدكتوراه، فتكون أقل من 150 صفحة.

لكن بالنسبة لرسالة الدكتوراه فإن عدد صفحاتها تزيد عن 200 صفحة؛ حتى يتمكن الباحث من إيصال فكرته وكتابة شرح مفصل لها.

المراجع التي يعتمد عليها الباحث

تعتمد دراسة الماجستير على مقررات دراسية وتدريب على طرق البحث وتجارب في البحث العلمي؛ حتى يتمكن الباحث من الحصول على درجة الدكتوراه فيما بعد، وبالتالي لا يحتاج هنا إلى مراجع عديدة.

أما في حالة دراسة الدكتوراه نجد أنه يتعين على الباحث إضافة الجديد لمجال دراسته بالبحث المبتكر، ومن ثم فهو بالطبع يحتاج إلى العديد من المراجع لدعم فكرته ومعلوماته.

لجنة مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه

بعد الانتهاء من كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه فإنه يتم مناقشتها أمام لجنة من المتخصصين.

تتكون لجنة مناقشة رسالة الماجستير من 3 أعضاء فقط، وتتكون من حوالي 5 أشخاص عند مناقشة الدكتوراه.

الأخطاء الشائعة في رسائل الماجستير والدكتوراه

يقع الباحثون أثناء كتابة رسالة الماجستير والدكتوراه في بعض الأخطاء التي تؤثر بالسلب على جودة الدراسة، لذا فلا بد من تجنب تلك الأخطاء قدر الأمكان حتى لا يكون هناك خلل في الرسالة أو الأطروحة.

من أكثر تلك الأخطاء شيوعًا:

النقل من الكتب والمراجع بغرض جمع المعلومات

لا بد وأن تضيف رسائل الماجستير والدكتوراه معلومات إلى مجال الدراسة، وتلك النقطة يجب أن يدركها الباحث جيدًا؛ فالاهتمام فقط بجمع المعلومات من الكتب والمراجع دون فهمها أو دراستها والإضافة إليها ليس من أهداف البحث.

استخدام الأفعال المضارعة

الدراسات والتجارب الموجودة في المراجع التي استعان بها الباحث في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه تم إثباتها في الماضي، وبالتالي عند كتابة رسالتك أو أطروحتك فلا بد وأن تلتزم بالكتابة في زمن الماضي.

التحيز ومحاولة عرض فكرة الباحث

تعد الموضوعية أحد أهم سمات البحث؛ إذ يتعين على الكاتب عرض الأفكار الموجودة بموضوعية دون تحيز إلى رأي أو فكرة بعينها، وبالتالي يعد التحيز أحد أخطاء كتابة رسالة الماجستير والدكتوراه التي يجب تجنبها.

وجود عناوين الكتب وأسماء مؤلفيها داخل الرسالة

من الطبيعي أن يقوم الباحث بذكر جميع أسماء الكتب والمصادر التي استعان بها في كتابة البحث في قائمة المراجع، ويعد ذكرها في متن الرسالة خطأ شائع.

عدم ترتيب المراجع العلمية

قد يظن الباحث أن ذكر المراجع العلمية بطريقة مرتبة أمر ليس بضروري، لكن دعني أخبرك أنه من المهم كتابة جدًا المراجع بشكل منظم ومرتب في نهاية الرسالة أو الأطروحة.

تغيير نوع الخط أو حجمه تبعًا لأهمية المعلومات المكتوبة

يتعين على الباحثين استخدام نوع وحجم خط واحد في كتابة رسالة الماجستير والدكتوراه دون تغيير، وينطبق ذلك على الكتابة باللغة العربية والإنجليزية.

بالتالي نجد أن تغيير ذلك الخط أثناء الكتابة يعتبر من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الباحثون.

اقرأ أيضًا: خطوات كتابة البحث العلمي والهدف من كتابته

ماذا بعد الحصول على الدكتوراه

بعد مناقشة الأطروحة وحصول الباحث على درجة الدكتوراه فإنه يكون قد حصل على أعلى درجة علمية في مجال دراسته.

نجد أن الحاصل على درجة الدكتوراه يتمكن من التدريس في الجامعات في المجال الذي أجرى فيه الدراسة؛ إذ تؤهله معلوماته إلى ذلك، كما أن بإمكانه الإشراف على رسائل الماجستير للطلبة؛ فحصوله على الدكتوراه يجعله شخصًا مستقلًا لا يحتاج إلى إشراف أحد عليه، بل يمكنه بجدارة الإشراف على الرسائل.

نجد أيضًا أن لديه فرصة في الحصول على منصب باحث ما بعد الدكتوراه؛ أي يكون بإمكانه استكمال الأبحاث بعد حصوله على درجة الدكتوراه بغرض الاستمرار في التدريب لتطوير مهاراته وتعلم الجديد.

الخلاصة

يهتم العديد من الطلبة بإجراء رسائل الماجستير والدكتوراه بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية بهدف التعمق في دراسة مجال معين، ورفع درجتهم ومكانتهم العلمية.

تختلف دراسة الماجستير عن دراسة الدكتوراه في العديد من النقاط مثل مدى صعوبة الدراسة، وعدد الصفحات المطلوبة، والمراجع التي يعتمد عليها الباحث أثناء دراسته، وغيرهم كما ذكرنا.

نجد أيضًا أن الباحث لا بد وأن يضيف جديدًا للعلم في حالة دراسته للدكتوراه؛ إذ تقوم الدراسة على البحث المبتكر، أما في حالة دراسة الماجستير فلا يشترط أن يضيف حقائق علمية جديدة.

من الأخطاء الشائعة لدى البعض بخصوص كتابة رسالة الماجستير والدكتوراه هي نقل المعلومات من الكتب كما هي دون اهتمام بالمضمون أو إضافة جديد للبحث، واستخدام الأفعال المضارعة، التحيز لفكرة أو رأي معين، وغيرهم.

المراجع

Master’s vs Doctorate: Which Degree is Right for You?

The Difference Between a Masters and a Doctorate

How Long Does it Take to Receive a Master’s Degree?

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تعد خطة البحث من العناصر الأساسية التي تتكون منها رسائل الماجستير والدكتوراه. كما تعتبر من المتطلبات الرئيسية التي تضعها بعض الجامعات للحصول على القبول للدراسة فيها في مرحلة الدراسات العليا. وتعتبر خطة البحث بمثابة تصور مصغر لما ستكون عليها رسالة الماجستير أو الدكتوراه عند انتهائها. ولذلك فإنها تتكون من مجموعة من العناصر المهمة التي يجب أن يتم كتابتها بإتقان وبأسلوب أكاديمي وعلمي دقيق. ولا غنى لأي بحث عن خطة البحث التي تمثل عامود من أعمدته الأساسية. وجودة البحث تعكسها إلى حد كبير المعلومات المتضمنة في الخطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights