أقمشة تحتوي على البكتيريا الحية
نعيش في عالم مليء بالكائنات الدقيقة التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، منها ما نتعايش معه في سلام، ومنه ما قد يهاجم أجسامنا من وقت إلى آخر، منها ما هو ضار مثل بكتيريا التهاب اللوزتين، ومنه ما هو نافع مثل بكتيريا عمل الزبادي. ولكن هل تخيلت يومًا أن ترتدي ملابس تحتوي على البكتيريا الحية؟
لا تندهش، فسوف تعرف في هذا المقال معلومات عن تلك الملابس وعن البكتيريا التي يمكن صناعة الأقمشة منها.
لماذا تُستخدم البكتيريا في صناعة الملابس؟
تتعدد فوائد البكتيريا بين مقاومة الميكروبات وتجديد الخلايا الحية وامتصاص الرطوبة، لذا قرر بعض العلماء في سابقة من نوعها الاستفادة من تلك المميزات في صناعة ملابس تحتوي على البكتيريا الحية.
تتأثر البكتيريا وحيدة الخلية المستخدمة في صناعة الأقمشة سريعا برطوبة الجسم الناتجة عن العرق، فيتغير شكلها وحجمها في أقل من ثوانٍ، فتتمدد وتبدأ في امتصاص الحرارة من الجسم وبالتالي يجف العرق، وحين يصبح الجلد جاف تمامًا تعود البكتيريا إلى حجمها وشكلها الأصليين.
ما البكتيريا التي تستخدم في صناعة الملابس؟
بكتيريا Bacillus subtilis natto هي المستخدمة في صناعة الملابس، وقد اُكتشفت قبل حوالي ألف عام في اليابان وكانت تستخدم في تخمير الطعام. وحين بحث العلماء عن البكتيريا المناسبة لدمجها في الملابس كان يجب أن تكون آمنة على الإنسان وبنفس الوقت .قادرة على امتصاص الرطوبة بفعالية، لذا وقع اختيارهم على تلك البكتيريا تحديدًا.
دمج البكتيريا بالنسيج
تستخدم طابعات خاصة لتضع أعدادًا هائلة من باكتيريا الناتو على البلاستيك أو اللاتيكس لإنتاج هجين حيوي، هذا الهجين يتم تقطيعه وخياطته في النسيج الذي سوف يُصنع منه الملابس.
الخلاصة
يتجه العالم الآن نحو الصناعات المعتمدة على المواد العضوية حفاظًا على البيئة وبالتالي حفاظًا على حياة الإنسان، وتقليل تكاليف الصناعات، واستغلال المواد العضوية والكائنات الحية. ومن المشروعات والتجارب الحديثة في هذا الصدد دمج البكتيريا النافعة في أنسجة الملابس.
حتى الآن تظل الأقمشة التي تحتوي على البكتيريا قيد التجربة والاختبار، ولكن المسؤولين عن التجربة يعمدون إلى تطويرها لإنتاج ملابس رياضية تمتص العرق بطريقة طبيعية، وكذلك تطوير النسيج ليتحمل الغسل بالمياة.
it’s a must have.