طب وعلوم

كورونا والعالم، إلى أين؟

مع ما يشهده العالم من انتشارٍ وبائيّ لفيروس كورونا الذي اتُفِق على تسميته بــِ “كوفيد-19″، فقد باتت الحرب المُعلنَة مُشرعةً بصورة علنيّة نحو هذا المرض وباتحادٍ غير معهود من كل دول العالم، كيف لا والعدو واحد!

 

بدأ هذا الوباء من مدينة ووهان الصينيّة ليغزو العالم شيئًا فشيئًا، مُغيّرًا الكثير من مُعطيات المعادلة التي سبقت الانتشار، فقد بثّت الصين بعضًا من التحذيرات الأوليّة للعالم أجمع بأنّ هذا الفيروس غير المرئي بالعين المُجرّدة قادر على تهديد كُل من كِبار السّن، وأُولئِك ممّن يُعانوا من أمراضٍ مُزمنة مثل: أمراض القلب، والسكري، وغيرها من المشاكل الصحيّة التي قد تُضعِف مناعة الجسم، وتُخلخل دفاعاته بوجه هذا الغاشم.

 

مع انتقال كورونا باتجاه دول العالم المختلفة شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، بدأت تتكشّف الكثير من الأُمور التي صدمت العالم، أحيانًا بصورة إيجابيّة وأحيانًا أُخرى بصورة سلبيّة تمامًا، ففي حين أغلقت معظم الدول حدودها، وانغلقت على نفسها في سبيل الحدّ من وصول كورونا لمواطنيها، كانت العديد من الدول الأُخرى تواجه الأمر بشيءٍ من السخرية والتهاون، إذ إنّ وقوع الكثير من الأشخاص خارج الفئات المُهدّدة (كبار السّن، أو أصحاب الأمراض المُزمنة) جعلهم يجدون أنفسهم بمنأىً عن احتماليّة اقتراب كوفيد-19 منهم، إلّا أنّ ما أثار صدمة وغرابة الكثيرين، هو تمكُن الفيروس من تجاوز الحدود المرسومة له في ذهن الكثيرين، وإصابة الأصحّاء ممّن لا يشكون شيئًا أو الفئة بين 20 إلى 40 عامًا، وزاد هذا الأمر وبالًا عندما سُجّلت أول حالة وفاة لطفل يبلغ من العمر 13 عامًا، في حين كان الأطفال أبعد ما يكون عن الإصابة، فكيف بالوفاة!

 

لِذا، فهي حربٌ جديدة ضبابيّة غير واضحة المعالم البتّة، ويمتلك العدوّ فيها أسلحة – ربمّا – تتطوّر شيئًا فشيئًا، فما أن وُجِد الحل حتى هوجَّم من صَوبٍ أخر، علِمت الدول عند ذلك صعوبة الموقف وأُطلِقت صفارات الإنذار في شتّى البُلدان، وتوّقفت عجلة الحياة عن الدوران مُؤذنةً بمرحلة جديدة غير معلومة العواقب، فإمّا أن ينتصر الوعي والعِلم، وإمّا أنّ يهزم فيروس كورونا عددًا من الدول وتُزهق الأرواح، لا لشيءٍ إنمّا لجهل وضعف التزام الأفراد بِما أملته الحكومات على مواطنيها حفاظًا عليهم، ولسلامتهم.

 

لا بُدّ من وقفةً مع النفس في هذه المرحلة، ومراجعة الواجب الذاتي الذي ينبع من الوعي الشخصي لكل فرد مسؤول كُلٌ في مجتمعه ودولته، فمن غير المعقول أن يتفوّق كائنٌ غير حيّ على مَن فضّله الله على كُل مخلوقاته وحمّله أمانة الأرض.

المصادر:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC299857

https://tebcan.com/ar/Jordan/tebline

https://www.aarp.org/health/conditions-treatments/info-2020/chronic-conditions-coronavirus.html

https://www.nzherald.co.nz/world/news/article.cfm?c_id=2&objectid=12317913

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights