طب وعلوم

هل يمكن الإصابة بفيروس كورونا مرتين؟

كوفيد-19 مرة أُخرى

في ظلِّ الأوضاع الراهنة التي تُخيِّم على العالم أجمع، غالبًا ما نلحظ اختلافًا واضحًا في الآراء حول غالبيّة ما يتعلَّق بمرض فيروس كورونا (كوفيد-19)، إذ إنّ عدم اكتمال الصورة التفصيليّة للفيروس الجديد وكثرة البحوث من هنا وهناك تجعل القارىء في حَيرةٍ من أمره، أيأخذ بهذا الرأي أم ذاك!

ولعلّ من أكثر ما أُثيرت حوله التساؤلات في الفترة الأخيرة كان احتماليّة تكرار الإصابة بفيروس كورونا المُستجد بعد التعافي منه، إذ إنّ مثل هذا الأمر فيما إذا ثبَتت صحّته فإنّ يعني بما لا يدع مجالًا للشّك بأنّ كوفيد-19 سيُلازمنا حينًا من الوقت ليس بالقصير ولن يتعافى العالم منه في المنظور القريب، لأنّه سيستمر بإصابة المجتمعات والأفراد.

لكن في ضوء ما تمّ نثره على صفحات الإنترنت بين المُشكّكين والمؤيّدين، خرجت بعض الدراسات التي أيّدت قصَر فترة المناعة التي تؤمّنها الأجسام المُضادّة الناجمة عن الإصابة بالفيروس، بينما على الجانب الآخر رفض علماء المناعة والاختصاصيين الضليعين بالموضوع هذا الأمر جملةً وتفصيلًا لِما يتعارض مع مبادىء علم المناعة المُتعارف عليه.

ففي حين نُشِرت دراسة في مجلة NEJM البريطانيّة تزعم بأنّ الأشخاص المُصابين بكوفيد-19 وبعد تحليل مستوى الأجسام المُضادّة لديهم بعد التعافي من المرض، تبيّن سرعة انخفاض مستوياتها في الدم خصوصًا لدى مقارنتها مع المناعة الخَلطيّة التي سبق وأن قِيسَت لدى مرضى “سارس 1” SARS-CoV-1، وهو ما يُشير برأي الباحثين إلى أنّ المُتعافين ممّن كانوا يُعانون من أعراضٍ طفيفة رافقت الإصابة بكوفيد-19 لن تستطيع أجسادهم تكوين مناعة خَلطيّة طويلة المدى.

لكن، التيار الآخر من العلماء تحدَّث عن مراحل سَير الأجسام المُضادّة في الجسم، مُشيرين في ذلك إلى دور الخلايا التائيّة والبائيّة المسؤولة عن تكوين مناعة مُضادّة ومتخصّصة وطويلة المدى في الجسم بعد أي إصابة قد يتعرّض لها الجسم، إذ إنّ الاستجابة المناعيّة تبدأ مراحلها عبر رفع مستويات الأجسام المُضادّة بشكلٍ كبير وملحوظ، يلي ذلك انخفاض مستوياتها بعد ذلك بفترة يُهيِّىء الجسم مناعة متوازنة عبر مستوى ثابت ومستقر من الأجسام المُضادّة بحيث يجوب الجسم بغرض تخليصه من أي غازيِات مُشابهة قد تُواجهه، بالتالي يستطيع عبر الذاكرة المناعيّة التي كوّنها من إنتاج أجسام مُضادّة بشكلٍ ومباشر للتعامل معها والحِفاظ على الجسم نظيف ومُعافى.

على الرغم من أنّ كِلا الفريقين يستندان على أدلّة علميّة وبحوث، إلّا أنّ الاعتماد على نتيجة ما في الوقت الحاليّ يُعدّ ضربًا من الجنون -نوعًا ما-؛ إذ إنّه لا يزال الوقت مُبكّرًا على إطلاق الأحكام القاطعة نظرًا لِقصَر المدّة الزمنيّة التي عاشها الفيروس المُستجد حتى اللحظة، إلى جانب قُصور المعرفة الكاملة والدقيقة بكل ما يتعلّق به، لربمّا تحمل الأيام القادمة الخبر اليقين حول إمكانيّة تكرار الإصابة من عدمها.

 

المراجع

https://www.nejm.org/doi/pdf/10.1056/NEJMc2025179

https://www.nature.com/articles/s41577-020-00436-4

https://tebcan.com/ar/Jordan/tebline/Admin/%D8%B5%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A9/Articles/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B7%D9%8A%D8%B9-%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%A5%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D9%85-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9%86_3124

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights