المجلات العلمية الوهمية | احظر الوقوع في ذلك الفخ
يا له من تصرف عجيب لجون بوهانون -عالم أحياء وكاتب في مجال العلوم بجامعة هارفارد بكامبريدج- حينما قرر كتابة ورقة بحثية عن علاج وهمي لمرض السرطان، وبعد أن أرسل البحث إلى 304 مجلة علمية لنشر البحث على مدار 10 أشهر، وافقت 157 مجلة علمية على تلك البحث الوهمي، بينما رفضته 98 مجلة علمية أخرى. وكانت الصفة الغالبة للمجلات التي قبلت البحث، أنها كانت تتمتع بالوصول المفتوح (بالإنجليزية: Open Acess Journals) أو مجلات علمية مزيفة (بالإنجليزية: Predatory Journals). فدعونا نتحدث في هذا المقال عن كل ما يخص المجلات العلمية الوهمية، وكيفية تجنُّب النشر في مثل هذه المجلات.
ما هي المجلات العلمية المزيفة؟
هي مجلات علمية ذات وصول مفتوح وجودة سيئة، هدفها جمع الأموال من الباحثين دون النظر إلى المحتوى العلمي للأبحاث. ولا تهتم المجلات العلمية المزيفة بمراجعة الأبحاث (بالإنجليزية :Peer Review). ويُعرَف ذلك النوع من المجلات بالمجلات العلمية الوهمية، والمجلات العلمية المفترسة والمجلات المخادعة.
ما سبب ظهور المجلات العلمية الوهمية؟
ظهرت تلك المجلات في أوائل الألفينات (2000)، حينما كان يُعاني عدد كبير من الباحثين من رسوم نشر الأبحاث بالمجلات العلمية. ففي هذه الفترة قررت المجلات العلمية المُعتمدة فرض الرسوم على الباحثين بدلًا من القراء؛ فقد لا يستطيع بعض القارئ دفع الرسوم لقراءة الأبحاث.
لذلك ظهرت المجلات العلمية المزيفة في هذه الفترة برسوم أقل من المجلات العلمية المعتمدة، وكانت تَعِد الباحثين بسرعة النشر وقبول الأبحاث. لذلك لجأ بعض الباحثين للنشر في هذه المجلات خاصة الباحثين المبتدئين وكذلك الباحثين بالدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
ومع إقبال عدد لا بأس به من الباحثين على تلك المجلات؛ نظرًا لتعرضهم لبعض الضغوطات لنشر ورقتهم العلمية من أجل الحصول على زيادة بالرواتب أو ترقيات، أو ربما لإثراء السيرة الذاتية، ازداد عدد تلك المجلات بشكل ملحوظ. ففي عام 2010، بلغ عدد المجلات الوهمية 53,000 مجلة، بينما وصل عددهم إلى 420,000 في عام 2015.
كيف يتعرف الباحث على المجلات العلمية المزيفة؟
في عام 2015، أجريت دراسة على مجموعة من المجلات المفترسة (613 مجلة وهمية) لمعرفة بعض الصفات المشتركة بين المجلات العلمية المزيفة، ووصلت تلك الدراسة إلى النتائج التالية:
- رجعت نشأة 45% من تلك المجلات إلى قارتي أسيا وأفريقيا، وتتواجد 27% من تلك المجلات في دولة الهند فقط؛ بينما رجعت نشأة 25% من المجلات الوهمية إلى أمريكا الشمالية وأوروبا.
- بلغ متوسط رسوم النشر في هذه المجلات 178 دولار، بينما تصل رسوم النشر في المجلات العلمية المُعتمدة إلى آلاف الدولارات.
- كان متوسط مدة النشر بتلك المجلات 2.7 شهرًا، بينما تصل تلك المدة إلى 12 شهرًا بالمجلات العلمية الأخرى.
ما هي الصفات المشتركة بين المجلات العلمية الوهمية؟
بالإضافة للدراسة السابقة، فهناك بعض الصفات المشتركة الأخرى للمجلات العلمية المزيفة؛ والتي يجب أن تكون على دراية بها لتَجنُّب النشر في مثل هذه المجلات:
- تزعم هذه المجلات أنها تراجع الأبحاث، ولكن في حقيقة الأمر، فهي لا توفر ذلك وستدرك ذلك عند تصفح الأبحاث المنشورة بتلك المجلات.
- قد تعلن المجلات المزيفة عن معدل تأثير وهمي لها (بالإنجليزية: Fake Journal Impact Factor)؛ فلا تنخدع بذلك.
- عند تصفح الأبحاث المنشورة بتلك المجلات، ستلاحظ أخطاء إملائية ونحوية بها (بالإنجليزية: Spelling and Grammatical Errors)؛ فتلك علامة مميزة للمجلات المزيفة.
- يُمكن أن تضع تلك المجلات أسماء وهمية لمراجعين ذو صيت حسن، فلا تتردد في التواصل مع المراجع إذا ارتبت في الأمر.
- قد تسرق بعض المجلات المزيفة الشعارات (بالإنجليزية: Logos) الخاصة ببعض المجلات العلمية المُعتمدة، فانتبه لذلك الأمر.
- قد تلاحظ تضارب بالمعلومات المنشورة على مواقع تلك المجلات؛ فعلى سبيل المثال، قد تزعم المجلة أن مقرها بكندا، بينما الكود الخاص بالرقم الدولي لديهم هو لبلد آخر. وقد ترسل تلك المجلات رسائل بريد إلكترونية في توقيتات مريبة أيضًا، والتي قد تختلف عن مواعيد العمل الرسمية لتلك البلد.
- تفتقد تلك المجلات إلى عنصر الشفافية؛ فهي قد لا تصارح المؤلف بسعر النشر مسبقًا إلا بعد قبول البحث. بينما تعلن المجلات العلمية المُعتمدة عن سعر النشر مسبقًا وبوضوح.
- ترسل تلك المجلات عدد كبير من رسائل البريد الإلكتروني، وقد تلاحظ كثرة الأخطاء الإملائية والنحوية بها.
- تنشر المجلات المزيفة الأبحاث قبل توقيع اتفاقية النشر (بالإنجليزية: Publishing agreement)، فإذا تردد الباحث في قرار النشر وأراد سحب البحث الخاص به، فهو لا يستطيع ذلك.
- قد تسحب المجلات الوهمية بعض الأبحاث المشورة من الموقع الخاص بهم دون الرجوع إلى المؤلف ودون إبداء سبب واضح لذلك.
اقرأ أيضًا: نشر الأبحاث العلمية: كيف تختار المجلة العلمية المناسبة
قبول البحث العلمي: كيف تضمن قبول نشر الورقة العلمية؟
هل يكفي وجود المجلة العلمية ضمن القواعد العالمية لضمان جودتها؟
نظرًا لانتشار المجلات المزيفة بِكثرة، فقد استطاعت نسبة من تلك المجلات التسلل إلى بعض القواعد العالمية. وهذا ما أكدته إحدى الدراسات التي سعت إلى حصر عدد من المجلات العلمية المزيفه في مجالي إعادة التأهيل (Rehabilitation) والعلوم العصبية (Neurosciences)، وقد توصلت تلك الدراسة إلى عدد من المجلات المزيفة بقاعدة Pubmed، وهي أحد القواعد العالمية المشهورة.
فقد تضمنت قاعدة Pubmed العالمية 7 مجلات علمية مزيفة بمجال التأهيل (من أصل 59 مجلة علمية مزيفة)، و 14 مجلة علمية مزيفة في مجال العلوم العصبية (من أصل 87 مجلة).
ولم يقتصر الأمر على هاتين التخصصين فحسب؛ فقد توصل عدد من الباحثين إلى مجلَّتين مزيفتين بمجال العناية الحرجة (Critical Care Medicine) بقاعدة Scopus العالمية.
لذلك ظهرت العديد من المواقع المجانية والمدفوعة، التي تساعد الباحثين أثناء عملية تقييم المجلات العلمية للنشر. وتتضمن المواقع المجانية:
- ThinkCheckSumbit.org
- The Directory of Open Access Journals – DOAJ
- The Committee on Publication Ethics – COPE
- SCImago Journal Rank
- National Library of Medicine (NLM) Catalog
- Stop Predatory Journals
أما المواقع المدفوعة، فتتضمن:
وأخيرًا، فإن الانتشار الواسع للمجلات المخادعة هو بمثابة قنبلة موقوتة تهدد الباحثين والبحث العلمي. فانتبه لتلك المجلات، ولا تتردد في الاستعانة بالمواقع السابقة وأصحاب الخبرة، إذا ارتبت في أمر إحدى المجلات العلمية.
المصادر:
- https://www.theguardian.com/higher-education-network/2013/oct/04/open-access-journals-fake-paper
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6515480/
- https://www.elsevier.es/en-revista-medicina-universitaria-304-articulo-jack-in-the-in-box-beware-predatory-journals-S1665579617300820
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7237319/
- https://link.springer.com/article/10.1007/s00038-019-01284-3
That is really fascinating, You are a very professional
blogger. I’ve joined your rss feed and look forward to
in quest of extra of your great post. Also, I have shared your website in my social networks
It’s truly very complicated in this full of activity life to listen news
on Television, so I only use the web for that purpose, and obtain the hottest
news.