مرض السكري: إما صديق حميم وإما عدو لدود
مرض السكري من الأمراض الشائعة والمنتشرة حول العالم، وتزداد نسبة المصابين بهذا المرض المزمن بصورة ملحوظة، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها: العادات الغذائية الخاطئة، وقلة الحركة، وبعض العوامل الوراثية.
وتختلف طبيعة مرض السكري عن بقية الأمراض، فإذا استطاع المريض الحفاظ على معدل السكر بالدم، سيمارس حياته بشكل طبيعي، دون أن يشعر بأنه لديه مرض مزمن.
وعلى النقيض، إذا استهان المريض بمرض السكري، فسيعاني مدى حياته من المضاعفات الخطيرة لهذا المرض؛ لذلك يجب على المريض فهم طبيعة مرضه جيدا حتى يستطيع التعامل معه.
تعريف مرض السكري
مرض السكري بالإنجليزية هو “Diabetus Mellitus” وهو مرض مزمن، ويُعتبر داء أيضي (ينتج عن خلل في التفاعلات الكميائية داخل الجسم)، ويُسبب زيادة في نسبة السكر في الدم؛ نتيجة وجود خلل في إفراز هرمون الأنسولين، أو نتيجة عدم استجابة خلايا الجسم للأنسولين.
ولكن دعونا نعرف، ما هي وظيفة الأنسولين؟
يعمل الأنسولين على نقل جزيئات الجلوكوز أو السكر إلى خلايا الجسم؛ حتى تستخدمه كمصدر للطاقة.
لذلك فوجود أي خلل في عملية إفراز الأنسولين، أو في استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين سينتج عنه زيادة في نسبة السكر في الدم.
أنواع مرض السكري
النوع الأول من مرض السكري: يُصيب الأطفال والمراهقين، ويحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي بالجسم، فيُهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس (المسؤولة عن إفراز الأنسلوين)، ومن ثَم يقل إفراز هرمون الإنسولين، فيرتفع معدل السكر بالدم.
النوع الثاني من مرض السكري: ويحدث نتيجة مقاومة الخلايا لهرمون الأنسولين، فيتأثر دوره في نقل الجلوكوز أو السكر إلى خلايا الجسم، فيرتفع معدل السكر بالدم، وتزيد احتمالية الإصابة بهذا النوع بعد سن الأربعين.
سكر الحمل: ويحدث نتيجة اضطرابات هرمونية أثناء الحمل، وتكمُن خطورته على الجنين أكثر من الأم، فيجب متابعته أثناء جميع مراحل الحمل لتجنب حدوث أي مضاعفات.
أسباب مرض السكري
تختلف أسباب مرض السكري حسب نوعه، ففي النوع الأول، يكون السبب الرئيسي كما ذكرنا هو اضطراب الجهاز المناعي، وحتى الآن لم يتوصل العلماء إلى سبب ذلك.
أما النوع الثاني من مرض السكري، فهناك بعض الأسباب التي تُحفز من مقاومة الخلايا للأنسولين، مثل:
- الوزن الزائد.
- قلة الحركة.
- العادات الغذائية الخاطئة.
- بعض العوامل الوراثية.
ويحدث سكر الحمل نتيجة اضطرابات في إفراز الهرمونات بالمشيمة، مما يؤثر على مقاومة خلايا الجسم للأنسولين.
ما هي اعراض السكري ؟
- إحساس مستمر بالجوع.
- زيادة الشعور بالعطش، وبالتالي زيادة معدل التبول لدى المريض.
- فقدان للوزن غير مبرر.
- ظهور نسبة من الأجسام الكيتونية في البول؛ نتيجة لاستخدام الجسم للدهون كمصدر للطاقة بدل من الجلوكوز.
- زيادة في معدلات العدوى، خاصة عدوى اللثة، والجلد، والمهبل.
- شعور بالتوتر والإرهاق.
- صعوبة في الرؤية.
- صعوبة في التئام الجروح.
الوقاية من مرض السكري
إذا كنت ممن لديهم تاريخ عائلي بمرض السكري، أو إذا كنت في مرحلة ما قبل مرض السكري (بمعنى أن هناك زيادة بسيطة في نسبة السكر في الدم)، فنسبة إصابتك بداء السكري ستكون أكثر من غيرك؛ لذا يجب عليك اتباع هذه الخطوات الوقائية:
- الاهتمام بالأكل الصحي، مثل: تناول الحبوب الكاملة، والخضراوات والفواكه الطازجة، ومحاولة الابتعاد قدر الإمكان عن الدهون والنشويات.
- زيادة الحركة، والمشي لمسافات طويلة، ومحاولة ممارسة الرياضة، فالرياضة تُحسن وظائف الجسم بوجه عام.
- فقدان الوزن الزائد يعمل أيضاً على الوقاية من مرض السكر.
ما هو علاج مرض السكري؟
قد يتحسن مستوى السكر بالدم عند بعض الأشخاص بعد الالتزام بتناول الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، وفقدان الوزن.
ولكن في بعض الأحيان، سيلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية لتقليل معدل السكر بالدم، ومنها:
ميتفورمين
يقلل ميتفورمين مستوى السكر في الدم عن طريق التحكم في إفراز الجلوكوز من الكبد، وأيضاً يُقلل ميتفورمين من مقاومة الخلايا للأنسولين.
سلفونايل يوريا
وتعمل على زيادة إفراز الأنسولين، مثل دواء أماريل.
الأنسولين
تحتاح بعض الحالات إلى الأنسولين، ويُحقن تحت الجلد، ويعمل على خفض مستوى السكر بالدم.
وبالطبع، هناك أمثلة أخرى من الأدوية التي قد يصفها الطبيب لمريض داء السكري.
ويجب عليه الالتزام بالعلاج لتجنب حدوث مضاعفات مرض السكري، والتي يُمكن أن تؤثر على الشبكية أو الكُلى أو الأعصاب.
وهنا يبقى الاختيار بين يدي المريض، إما الالتزام واتباع نمط الحياة الصحي، وإما التهاون والاستهتار، وبالتالي المعاناة مدى الحياة من مضاعفات مرض السكري.
اقرأ أيضاً:
الصيام وكوفيد-19: هل سيؤثر الصيام سلبياً أم إيجابياً على مناعة أجسادنا؟
خطوات بسيطة لتعزيز كفاءة جهاز المناعة