طب وعلوم

الصيام وكوفيد-19: هل سيؤثر الصيام سلبياً أم إيجابياً على مناعة أجسادنا؟



انتشرت الكثير من الأقاويل في الفترة الأخيرة عن أثر صيام شهر رمضان في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، فهناك من يُحذر من الصيام في ظل هذه الجائحة، وعلى الصعيد الأخر نجد من يدعو إلى الصيام وعدم الالتفات إلى تلك الأقاويل الضعيفة.

 فدعونا نناقش في هذا المقال أثر صيام شهر رمضان على أجسادنا طبقاً لما توصلت إليه أحدث الدراسات العلمية، وأيضاً دعونا نناقش رأي منظمة الصحة العالمية في صيام شهر رمضان في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.

أثر الصيام في ظل جائحة فيروس كورونا


في 9 يناير 2020، نُشِرت دراسة  في “Journal of Proteomics – El sevier” تناقش أثر الصيام على عدة وظائف في الجسم؛ شارك في هذه الدراسة أربعة عشر شخصاً (لا يعانوا من أي أمراض مزمنة)، ومتوسط أعمارهم 32 عاماً.


خضع هؤلاء الأشخاص لعدة تحاليل وفحوصات قبل البدء في عملية الصيام، وشملت: قياس لضغط الدم، وقياس للوزن، وتحاليل لنسبة الدهون الثلاثية، والكوليسترول في الدم، وتحليل لنسبة الإنسولين في الدم، إلى جانب تحاليل أخرى خاصة بالمناعة، وخاصة ببعض البروتينات المتحكمة في بعض أنواع السرطانات.


وبدأ الباحثون الدراسة بولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، وصام هؤلاء الأشخاص لمدة 30 يوماً متتالية، من وقت الشروق إلى وقت الغروب، وكان متوسط عدد ساعات الصيام 14 ساعة؛ وخضعوا لنفس التحاليل والقياسات السابقة، ولكن في نهاية الأسبوع الرابع من الصيام؛ وكانت النتائج مذهلة:

  • حَسَن الصيام وظائف الكبد بوجه عام عند هؤلاء الأشخاص، وأدى إلى انخفاض نسبة تراكم الدهون على الكبد، وعلى الأنسجة الدهنية أيضاً (مما قد يجعله علاج مساعد لمرضى الكبد الدهنية).

  • أثر الصيام بصورة إيجابية على كفاءة جهاز المناعة لدى هؤلاء الأشخاص، وقلل أيضاً من معدل الالتهابات، والآلام المزمنة لديهم.

  • ساهم الصيام في تقليل الوزن عند هؤلاء الأشخاص.

  • حفز الصيام عملية تصليح الحامض النووي لدى هؤلاء الأشخاص (DNA).

  • توصل الباحثون أن هذه الفترة من الصيام تُقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، والشيزوفرينيا.

  • حَسَنَ الصيام من استجابة الخلايا للإنسولين لدى هؤلاء الأشخاص، فبذلك قد يكون له أثر إيجابي لمرضى السكر.

  • قلل الصيام من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

  • أثر الصيام بشكل ايجابي على زيادة نسبة البروتينات التي تنخفض عند الإصابة ببعض أنواع السرطانات؛ وعلى الصعيد الأخر، قلل من نسبة البروتينات التي تزيد عند الإصابة ببعض أنواع السرطانات (نتيجة لذلك فهو قد يعمل على الوقاية من مرض السرطان، والحد من انتشار الأورام لدى مرضى السرطان أيضاً).


وفي الواقع، هذه ليست الدراسة الأولى من نوعها التي تناقش أثر الصيام على الجسم، ولكن هناك العديد من الدراسات التي اختبرت أثر الصيام المتقطع على وظائف الجسم، وكانت نتائجها إيجابية على وظائف الجسم بشكل عام، وعلى الجهاز المناعي بشكل خاص.

تصريح منظمة الصحة العالمية عن صيام شهر رمضان في ظل انتشار فيروس كورونا


صرحت منظمة الصحة العالمية (World Health Organization) أن الأشخاص الأصحاء يستطيعوا صيام شهر رمضان بدون قلق، أما مرضى كوفيد-19، فيجب عليهم استشارة الطبيب المعالج، وبالطبع، لديهم رخصة الإفطار خلال شهر رمضان.

وحتى الآن، لم تظهر أي دراسة تختبر أثر صيام شهر رمضان على فيروس كورونا المستجد، ولكن يجب أخذ الاحتياطات اللازمة من حيث تناول الغذاء الصحي بعد الإفطار، والإكثار من شرب المياه والسوائل لتنشيط جهاز المناعة والحفاظ على الجسم من أي عدوى.


طبقا لما سبق، فإن صيام شهر رمضان له أثر إيجابي على جميع وظائف الجسم، وعلى الجهاز المناعي أيضا؛ ولكن إذا كنت ممن يعانوا من أي مرض مزمن، فيجب عليك استشارة طبيبك المعالج أولاً، قبل الشروع في صيام شهر رمضان.


اقرأ أيضاً: 

خطوات بسيطة لتعزيز كفاءة جهاز المناعة 

تساؤلات جديدة حول فيروس كورونا المستجد COVID-19

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights