زراعة الأعضاء البشريّة وتعويض المرضى عن خسارتهم لأعضاء معيّنة من أجسادهم نتيجة تلفها أو مرضها يُعدّ التحدّي الأكبر الذي راود الكثير من العلماء على مرّ العصور، ولعلّ عقبة رفض الجسم للعضو الجديد ودوّامة الاحتمالات الأُخرى من المضاعفات والمخاطر التي قد يتعرّض لها المرضى كانت الدافع الأكبر وراء سعي العلماء والباحثين الحثيث لاستنباط الحلّ الأمثل، وتعبيد سبُل الراحة في طريق المرضى أثناء رحلاتهم العلاجيّة المرهقة.
تقنية جديدة تستخدم خلايا المريض لبناء عظامه!
في ثورة علميّة جديدة، تمكّن مجموعة علماء من إعادة تشكيل أجزاء من العظام المفقودة عبر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام خلايا حيّة خلال دقائق وبدرجة حرارة الغرفة العاديّة! جاء هذا الإنجاز جاء بعد سلسلة من الجهود المتواصلة في هذا الصدد، والتي سبق وأن بدأت منذ العام 1984 لتتوالى بعد ذلك التجارب ويسطّر العلماء إنجازاتهم التي ينتظرها العديد من المرضى المتضرّرين.
كيف يمكن طباعة العظم بالحبر الحيوي؟
عند ذِكر الطباعة يقفز للذهن فورًا ما اعتدنا على مشاهدته في حياتنا اليوميّة، فالطابعة عادةً ما تكون موصولة بجهاز حاسوب تتلقّى أوامره، إذن، كيف من الممكن أن تُعطَى الطابعة العاديّة أمرًا باستنساخ عضو بشري من لحم ودم، وهي التي عهدناها تنفّذ الأوامر حبرًا على ورق فقط!
العلم يشرح ذلك كعادته، يُستخدَم فوسفات الكالسيوم كمِداد للطابعة ثلاثيّة الأبعاد، إذ ينبثق عبر وسط من “الهيدروجِل” والخلايا الحيّة لترتبط بعد ذلك الخلايا الجذعيّة الموجودة بالاستعانة بهيكلٍ داعم خاص (سقالة)، فتبدأ الخلايا الجذعيّة تمايزها ونموّها مكوّنةً نسيجًا عظميًّا يتصلَّب شيئًا فشيئًا وينشأ بالتالي جزء من العظم المفقود يُحاكي العظم الحقيقي بتركيبه وقدرته الوظيفيّة.
ما زالت تقنية الطباعة ثلاثيّة الأبعاد للعظام تدور في أروقة المختبرات البحثيّة بغية توكيد أمان استخدامها البشريّ، حتّى ذلك الحين ستبقى أنظار المرضى معلقّةً صَوب البحوث المنشورة هنا أو هناك لعلّ أحَدها يزفّ البشرى وتنتهي بمشيئة الله نوبات الألم والمعاناة التي يعايشها المرضى في حياتهم اليوميّة.
يمكن الإطلّاع على المقال التفصيلي حول الطباعة باستخدام الحبر الحيوي عبر تتبُّع الرابط التالي:
