طب وعلوم

الحلول الصحيّة الرقميّة في ظل كوفيد-19

الطب عن بُعد

الطب عن بُعد
الصحة الرقمية

بعدما ألقت أزمة كورونا بظلالها على العالم أجمع، تمخّض عنها العديد من الفوائد خلافًا للعواقب السلبيّة التي باتت حديث العامّة، ولعلّ أهمّ ما جاءت به هذه الجائحة هو تيسير الوصول لبعض الوسائل التكنولوجيّة بعدما تعذّر إقناع العديد من المجتمعات بمثلها.

الطب عن بُعد أو التطبيب عن بُعد، سبق وأن انتشر في خمسينيّات القرن المُنصرم حين حاولت بعض المُستشفيات والصروح الجامعيّة في العالم إدخال هذه التقنية للساحة الطبيّة، وذلك عبر تنفيذ بعض المواعيد الطبيّة بين الأطبّاء ومرضاهم من خلال الاتصالات الهاتفيّة عبر الإنترنت، بحيث كانت مقرونةً بتبادل الصور والمعلومات الصحيّة اللازمة للتشخيص أو تقديم الاستشارة.

وعلى الرغم من أنّ الطب عن بُعد أول ما قفزت فكرته كانت بغرض مساعدة الأشخاص القاطنين في المناطق النائية للحصول على الخدمات الصحيّة المطلوبة، مُتجاوزين بذلك العقبات التي كانت تحول بينهم وبين الوصول لعيادات الاختصاصيين لمتابعة العلاج، إلّا أنّه بعد ذلك تشعَّبت أغراضه وأصبح يُغطّي مجموعة واسعة من الخدمات الصحيّة عن بُعد.

تتناقل وسائل الإعلام والمواقع عبر الإنترنت مصطلحين اثنين في هذا الصدد، هُما: الطب عن بُعد Telemedicine والصحة عن بُعد Telehealth، وهُما مُصطلحين مُختلفين من حيث التعريف، على عكس ما يعتقده الكثيرين، إذ إنّ الطب عن بُعد يعني الاستفادة من وسائل التكنولوجيا لتمكين المرضى والأطباء من الحصول على الخدمات السريريّة من تشخيصٍ واستشارة طبيّة وغير ذلك، أمّا الصحة عن بُعد فهو مصطلح أكثر شمولًا فهو يضُم مجموعة الخدمات الصحيّة التي تُقدَّم عن بُعد سواءً كانت الخدمات غير السريريّة للمرضى، الاجتماعات لمناقشة الأمور والعوارض الصحيّة عبر الإنترنت، تقديم الخدمات الطبيّة الأكاديميّة للطلاب والمُستفيدين وعقد الدورات والندوات لتدريب الكوادر الطبيّة وغير ذلك.

وبحسب ما قدّمته منظمة الصحة العالميّة من تقارير حول مُخرجات الطب عن بُعد، فإنّ بعض الحقول والاختصاصات الطبيّة شهدت إقبالًا أكثر من غيرها نظرًا لسهولة تطبيق هذه التكنولوجيا عبرها، فمثلًا كان لكل من الاختصاصات التالية الصدراة في تذليل تكنولوجيا الطب عن بُعد واستخدامها:

  • الخدمات الطبيّة الإشعاعيّة المُقدّمة عن بُعد Teleradiology.
  • علاج الأمراض وتشخيصها عن بُعد Telepathology.
  • الخدمات الطبيّة الجلديّة عن بُعد Teledermatology.
  • الخدمات الطبيّة النفسيّة عن بُعد Telepsychiatry.

وقد حظي الطب عن بُعد بانتشارٍ واسع وغير مسبوق أثناء جائحة كورونا لِما له من إيجابيّات جمّة تعود بالنفع على الكُل، إذ ساهم أولًا بتعزيز مبدأ التباعد الاجتماعي عبر إبقاء المريض على اتّصالٍ مع طبيبه عبر الإنترنت دون الحاجة للذهاب للمستشفى أو العيادة، بالتالي تقليل فرص التعرُّض للعدوى بكوفيد-19 خصوصًا لأولئك الأكثر عُرضةً له من أصحاب الأمراض المُزمنة.

إضافة إلى ما سبق فقد ساعد “الطب عن بُعد” بتيسير التواصل مع الأطبّاء والمراكز الصحيّة بغرض الحصول على الخدمات الطبيّة اللازمة مع تعذُّر التنقُّل بين المدن والمُحافظات جرّاء الإغلاقات الحدوديّة والحظر الشامل الذي طال معظم دول العالم.

يُمكن أن تكون مجموعة الميّزات السابقة وغيرها من المُخرجات الإيجابيّة للطب عن بُعد ذا فائدة عُظمى، إلّا أنّ النظرة الأشمل والأعمق تُشير إلى أنّ الفائدة الأكبر التي جناها الطب عن بُعد كانت باجتيازه حدود العالم الافتراضي ونزوله للواقع ليُصبح أداةً تستخدمها شريحة واسعة من الناس بعدما تعذَّر إقناعهم بذلك.

 

المراجع

https://chironhealth.com/telemedicine/what-is-telemedicine/

https://www.who.int/goe/publications/goe_telemedicine_2010.pdf

https://tebcan.com/ar/Jordan/tebline/Admin/%D8%B9%D8%A7%D9%85/Articles/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8-%D8%B9%D9%86-%D8%A8%D9%8F%D8%B9%D8%AF-%D9%8A%D9%82%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A2%D9%84%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA-%D9%88%D8%AD%D8%AC%D8%B2-%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D8%B9-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D9%83_3121

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights